أطل الفنان الشاب كريم عبد العزيز من شباك قطار "محطة مصر" بابتسامته المبهجة على نقابة الصحفيين مساء الأربعاء ، في دعوة من اللجنة الثقافية بالنقابة لعقد ندوة خاصة لمناقشة أمر مكوثه كثيراً "في محطة مصر".
وحضر الندوة كل من المخرج الشاب أحمد جلال والمؤلف والكاتب الصحفي بلال فضل ومندوب الشركة العربية للانتاج والتوزيع عماد مراد ، وغاب عن الندوة كل من منة شلبي وإدوارد.
"استمتعنا منذ أشهر قليلة مضت بفيلم "واحد من الناس" مع كريم ومنة وأحمد وبلال ، لكن فيلم "محطة مصر" مختلف تماما ، ويسعد كل أسرة أن تشاهد هذا الفيلم بدون خدش لأي حياء" ، كانت هذه هى الكلمات الأولى للأستاذ أمير أباظة الناقد الفني ومدير الندوة.
وقدم أباظة النجم كريم عبد العزيز ويليه كل من أحمد جلال والكاتب بلال فضل وعماد مراد ، ولكن كان لكريم عبد العزيز نصيب الأسد من التحية مع التصفيق الحار من الحضور في قاعة الندوة.
اهتم الكاتب الصحفي ومؤلف الفيلم فضل بإبداء سعادته رغم إصابته بأعراض البرد ، وقال : "أتشرف بأن أحضر بفيلمين مختلفين خلال سنة واحدة في نقابة الصحفيين ، وأكثر شئ أسعدني هو أن الأستاذ أباظة قال إن الفيلم مختلف لأنه بالنسبة لي كان تحدي بعد تقديمي لـ"واحد من الناس" في الموسم الماضي".
وأظهر اعجابه بتعليق قرأه صباح الندوة للناقد محمد رجاء عن الفيلم ، والذي قال فيه إن "محطة مصر" هي نقطة الانطلاق التي غيرت مسار حياة أبطال العمل رضا وملك ، وبالتالي غيرت حياة أسرة كلا منهما.
وتعليقا من فضل قال : "إن "محطة مصر" مكان يستحق عدد أكبر من المشاهد التي صورت فيه ، وأردنا أن نقدم النهاية وكأنها بداية جديدة للعمل ، وجعلنا آخر جملة في الفيلم هى "الساعة 8 في محطة مصر" ، نفس المكان الذي التقى فيه الأبطال".
استقبل الجمهور عبد العزيز بالتهاني والإعجاب الشديد بموهبته ، خاصا مع اتقانه التمثيلي في مشهده مع نفسه ، وشعر الجميع بتفوق قدرات هذا الممثل حتى على نفسه في أداء هذا المشهد.
وأصر النجم عبد العزيز على أن يرد على التساؤل السائد بين الصحفيين ، وهو عن التنويع في الأدوار والاستفادة منها ، وبدأ رده بإبداء سعادته لتواجده وسط هذا الكم من الصحفيين قائلاً : "أكيد أي ممثل في العالم يحب التنويع في أدواره ، وهذا العام بالأخص أنا وأحمد جلال وبلال فضل وإدوارد ومنة وإسعاد يونس ، تواجد لدينا هدف وهو أن نقدم فيلمين في السنة ، ولكي نحقق هذا الهدف لابد من أن يكونا الفيلمين مختلفين من حيث الدراما والأحداث والشخصيات ، وهذه الأخيرة كانت أكثر ما أعجبني في "محطة مصر" عندما قرأته".
وتابع عبد العزيز : "قدم لنا الكاتب بلال فضل قصة وموضوع سينمائي مختلف تماما عن فيلم "واحد من الناس" ، حتى وإن كنا نعالج به مشاكل أو قضايا اجتماعية بشكل كوميدي خفيف ، مع العلم أننا قدمنا مسبقا "أبو علي" و"حرامية في كي جي تو" و"حرامية في تايلاند" بجرعات كوميدية ، ولكن في فيلم "محطة مصر" كانت تلك الجرعة الكوميدية ذات حجم أكبر من سابقاتها ، وأنا أحب دائما تقديم فيلمين في العام بشرط أن يكون بهما تنوع واختلاف حتى لا يصاب المشاهد بالملل ، وأيا كان نوع الاختلاف في الفيلم فهو مفيد للممثل".
وبسؤال مراسل موقع FilFan.com الكاتب بلال فضل حول ما هو الجزء المفضل في "محطة مصر" بالنسبة له ، أجاب الكاتب : "يستهويني منذ فترة الشخص الذي يلعب دور الزوج ، والذي يمكن أن نراه في أفلام الأبيض والأسود ، ولكني أردت إلى جانب هذا أن أقدم تعبيرا مختلفا عن الأسرة الريفية الغنية في مصر ، وهذا هو الجزء المحبب إلى نفسي في الفيلم".
لاقى المخرج الشاب أحمد جلال التحية والتقدير من الصحفيين ، وقال الكثيرون منهم إن الميزة التي قدمها في هذا الفيلم ، هى أنه لم يستعرض عضلاته الإخراجية ، لأنه منذ أول لحظه أظهر أنه فيلم شديد البساطة ليس به تعقيدات في الكتابة ، وبهذا الشكل الذي قدمه أحمد جلال أتاح للممثلين أن يظهروا أداءهم.
ووجه المخرج الشاب جلال شكره لتلك المعاني الجميلة التي تم استقباله بها ، وأوضح سبب إقدامه على تقديم فيلمين في العام قائلا : "أريد أن أقول أن هذه الخطوة كان وراءها عقول مفكرة ، وتم التخطيط لها منذ تصوير فيلم "أبو علي" ، وهي فكرة وراءها نجم وكاتب يحبون السينما والتنويع وشركة إنتاج تحب الجديد والمخاطرة ولا تعير انتباها للأقاويل المحبطة الكثيرة".
أحمد جلال وكريم عبد العزيز وبلال فضل صناع "محطة مصر" :
وأردف جلال قائلا : "أعتقد أن هذا التغير والتنوع يعطي عمر أطول لأي شخص من صناع السينما ، وكلما تم إعطاء الجمهور سلعة متنوعة كلما أزاد من طول عمر السينمائي واستمرايته أكثر في النجاح سواء على مستوى النجومية أو التأليف أو الإخراج ، فأنا وكريم وبلال والشركة العربية نتحرك على خطة موضعة لفترة زمنية طويلة ، وليست مجرد خطة لتصوير نص أعجبني وبعد الانتهاء منه نبحث ماذا يمكن أن نقدم ، ولكن تلك الخطة نقدم بها نوعيات مختلفة من الأفلام في فترة زمنية محددة ، وذلك لتجديد الجلد وتواجد الاستمرارية.
وتأكيدا لقول جلال قال عماد مراد من الشركة العربية : "الحقيقة مثلما قالها أحمد أن الموضوع كان مدروسا ولم يكن عشوائيا ، فهناك خطة موضوعة والكل متفق عليها ، وهذا الفيلم أنا سعيد به جدا ، حيث تم التحضير والكتابة له جيدا وجميع العاملين بالفيلم كانوا على أعلى مستوى ويغمرهم الحماس ، ولا أعتقد أنها مجازفة بقدر ما كانت خطة مدروسة".
رداً على سؤال مراسل الموقع حول أن شخصية بطل الفيلم رضا كانت وحي الخيال أم مستوحاة من شخصية واقعية ، قال الكاتب : "منذ أربع سنوات كنت أجلس على قهوة في منطقة باب اللوق تدعى الندوة الثقافية ، وهناك لفت انتباهي شاب يبيع ولعات مطبخ للجالسين على المقهى وكان يعاني من كثرة الفصال معهم ، وعندما أتاني سألته أنت خريج إيه فقال خريج تجارة ، فكانت هذه هي المرة الأولى التي أقابل فيها هذا النموذج ، ووجدته يعمل بحماس شديد ويبيع وكأنه يعقد صفقة هامة مع من أمامه ، فظل هذا النموذج عالقاً في ذهني حتى الوقت المناسب وبنيت عليه تفاصيل أخرى ألا وهي تفاصيل الشاب رضا بطل الفيلم".
ولم يترك عبد العزيز مساحة للتفكير في سؤال مراسل الموقع حول خوفه من تقديم فيلمين في العام الواحد ، وقال : "كانت أمنيتي منذ بداية تمثيلي عام 1997 عندما قدمت فيلم "إضحك الصورة تطلع حلوة" أن أقدم فيلمين في السنة ، وبالفعل كنت خائفا من تلك التجربة أكثر منها بفيلم "واحد من الناس" ، لأن بفيلم "محطة مصر" أنتقل من منطقة تمثيلية إلى أخرى".
واستكمل عبد العزيز قائلا : "فقد قدمنا فيلم اجتماعي درامته قاسية وصارمة في أغلب أحداثه مع "واحد من الناس" ، ثم انتقلنا إلي مشكلة اجتماعية تعالج بشكل كوميدي خفيف ومبسطة جدا من خلال الإخراج والكتابة والتمثيل ، ولذلك لم أنا الوحيد المرعوب بل كنا جميعاً مرعوبين ، والحمد لله لقت التجربتين استحسان الجمهور ، وإن شاء الله سيكونان هما الدافع لتقديم فيلمين عام 2007".
وبسؤال أحد الصحفيين الكاتب بلال فضل عن المراد تقديمه من فيلم استهلكت قصته أكثر من مرة ، قال فضل : "مثلما يقال إن الشيطان يكمن في التفاصيل فإن الفيلم يكمن في التفاصيل ، فمثلا من الأشياء التي كانت تشغلني تقديم البطل بشكل مختلف فنلاحظ في بداية الفيلم البطل يقرأ روايه ونرى روايات لأدباء مختلفين ، فهو شاب مثقف ولكن هزمه الواقع "فاشترى دماغه" ، لأن الواقع يحول الشخص الذي يقرأ روايات إلى أن يبيع ولعات ، وأحمد جلال أبدع في اظهار التفاصيل المكتوبة في أول الفيلم وهي ظهور روايات لبهاء طاهر وتشارلز ديكينز وجمال الغيطاني فيعتقد الجمهور بعد هذه الروايات أن صاحبها سيكون حاصل على جائزة المجمع اللغوي أو ما شبه ، ولكنه يصطدم بشاب بائع ولعات مطبخ".
وأضاف فضل : "ومع رضا قدمت المدرسة ، وهذه مشكلة أعاني منها أنا شخصيا حيث أنني أسكن بجانب مدرسة أستيقظ بسببها مبكرا على طابور الصباح وكلمة الصباح وحكمة الصباح ، وحاولت أن أربط رضا بالواقع ، حيث أن هذا الشاب النائم العاطل عن العمل متخرج من تلك المدرسة الذي يصيح بها مديرها في التلاميذ أنهم سيصبحون وزراء وعظماء ، وأبدع أيضا جلال في التقاط صور لأطفال بؤساء لا يصلحون في أن يكونوا عظماء إطلاقا ، وأنا أرى أن الفيلم بدأت روحه من تلك النقطة ، وفكرة أن أقدم حقائق اجتماعية واقعية ولكن بتفاصيل مختلفة أعتز بها جدا ، مثل فكرة عراك الأب يوميا على ترك باب الثلاجة وفكرة تغير الإقتناع بأن العائلات الغنية ليست عندها مشاكل ، وفي هذا العمل حاولت تقديم التحية لأفلام أحبها مثل فيلم "غزل البنات" بشكل ليس به محاكاة ساخرة ولكن كتحية".
وانتهت الندوة بعد ظهور ملامح الإرهاق على كل من النجم كريم عبد العزيز والكاتب بلال فضل والمخرج أحمد جلال ، ولكنهم لم ينجو من أيدي القنوات الفضائية فسجلوا معهم رغم الإرهاق الواضح عليهم.